مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية
مقال رأي لسعادة هدى الخميس-كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون "مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون
"إن بلادنا وقيادتنا، في الماضي والحاضر على حد سواء، تمثل الفضيلة. وتسعى مؤسساتنا الثقافية إلى القيام بالمثل، وإلهام الآخرين، لا سيما شبابنا، للتمسك بهذا الإرث القوي" سعادة هدى الخميس كانو
-
تاريخ6-ديسمبر 2024
في 15 يوليو 1971، أنشأ والدنا المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صندوق أبوظبي للتنمية في 15 يوليو 1971 قبل إعلان اتحادنا الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971. وقد رسّخ هذا العمل فعل العطاء في صميم الحمض النووي لبلدنا. كما أن ثبات جهوده المتواصلة لمشاركة خيرات الوطن في البذل والعطاء قد أرسى النغمة التي ستجعله يُعرف بيننا باسم زايد الخير - زايد الخير أو زايد الخير.
لم يكتفِ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بما قام به من أعمال خيرية لم تقتصر على مجرد الحفاظ على مسيرة والده اللامع في مجال العطاء: بل وسّعها كماً ونوعاً. لقد كان هذا العطاء ثابتاً ومتناسقاً إلى حدٍ كبير، وكان تركيزه على الأهمية والاستدامة والموثوقية بحيث تميزت قيادته بنهجها الإنساني المتعاطف بعمق.
يرتقي إنشاء مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية مؤخراً بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الخيري إلى مستوى جديد كلياً من الأهمية والتأثير. تمثل هذه المؤسسة الجديدة علامة فارقة في التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالجهود الإنسانية والإنمائية العالمية.
وتتخذ مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية من أبوظبي مقراً لها برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، ومن المقرر أن تجمع المؤسسة جميع المؤسسات الخيرية القائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة للإشراف على مجموعة متنوعة من البرامج في قطاعات متعددة وتعزيز كفاءة وتأثير الأنشطة الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفهم أهمية هذه المبادرة، يجب على المرء أن يفهم ما يلي: العمل الخيري لا يتعلق فقط بالمساهمة بالدعم، سواء كان مالياً أو غير ذلك. بل يتعلق أيضاً بمعرفة أين يحتاج الدعم، وإيجاد طرق لإيصاله إلى هناك، والتأكد من وصوله، ومن ثم إيجاد طرق لتعظيم تأثيره على أرض الواقع وفي حياة المجتمعات أثر كل درهم. تُعد مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية طريقة جديدة لتعظيم كل من الأهمية والتأثير. وهذا ليس بالأمر الهيّن: فتبسيط التأثير والتأثير الخيري الهائل لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمع هذه الجهود تحت سقف واحد يتطلب قدراً كبيراً من التفكير الاستراتيجي والمهارة التشغيلية.
ستكون الخبرة الخيرية الجماعية التي تم تجميعها في مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية مهمة، وربما تكون فريدة من نوعها في العالم. يمكن الآن تعظيم البيانات التي تجلبها كل مؤسسة قائمة في الوقت الحالي إلى أقصى حد، باستخدام أفضل ما في الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية. المحادثات والتلقيح وتبادل أفضل الممارسات: إن الإمكانيات التي تفتحها مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية مذهلة.
لكن مؤسسة إرث زايد للأعمال الخيرية ستفعل ما هو أكثر بكثير من مجرد تعظيم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الخيري. فهي ستعمل على رعاية وتوسيع أغلى ما تملكه دولتنا: إرث والد أمتنا، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ومن خلال إنشاء مثل هذه المؤسسة القوية والملهمة والمكرسة فقط للعمل الخيري، تصبح قيم الشيخ زايد راسخة تماماً في مؤسسات دولتنا.
إن تنسيق الأصوات العديدة للعمل الخيري في دولة الإمارات العربية المتحدة في صوت واحد وجميل متعدد الأصوات يتناغم مع إرث الشيخ زايد يضفي أناقة على كفاءة هذه المبادرة، ويحمل رسالة عطاء الشيخ زايد إلى ما وراء حدود الوطن.
ومع ذلك، يجب أن تُسمع هذه الرسالة في الوطن أولاً وقبل كل شيء. ونحن كأولاد زايد (شعب زايد)، من واجبنا دعم إرث زايد الخيري والتمسك بالقيم التي غرسها فينا. فمؤسسات إرث زايد الخيرية منارة للعطاء، والمنارات موجودة لتوجيهنا جميعاً، وخاصة المؤسسات الثقافية. في الواقع، تقع على عاتقنا كمؤسسات ثقافية مسؤولية التأكد من أن عملنا يتماشى مع التوجهات المؤثرة التي وضعها صاحب السمو رئيس الدولة من خلال تأسيس إرث زايد الخيري. فالثقافة عمل إبداعي وابتكاري ولكن أيضاً عمل محبة. وعلى هذا النحو، يجب أن تسعى مؤسساتنا إلى أن تكون قوى للخير وأن تكون مساهماً صافياً في التقدم المجتمعي والقيم الإنسانية.
إن بلدنا وقيادتنا، سواء في الماضي أو الحاضر، يدافعان عن الفضيلة. وتسعى مؤسساتنا الثقافية إلى أن تحذو حذوهم، وتلهم الآخرين، ولا سيما شبابنا، على التمسك بهذا الإرث القوي.